ClacketShow ClacketShow
recent

أخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

أيوب عليه السلام

 

أيوب عليه السلام


*ينتهي نسب نبي الله أيوب عليه السلام بإسحاق بن إبراهيم عليهما السلام.

*وكانت فترة بعثته الأكثر احتمالًا بين موسى ويوسف عليهما السلام.

*ذكرت قصته بإيجاز في القرآن الكريم في سورة الأنبياء وسورة ص.

نتيجة القصة

كان أيوب عليه السلام صاحب ثروة كبيرة وكان لديه عدد كبير من الأبناء، فاختبره الله في ثروته وأولاده وجسده، فصبر بجمال على ذلك، فجزاه الله صبره بإجابة دعاءه، ورد أهله إليه، ورزقه من حيث لا يحتسب.

 



تفاصيل القصة

تأتي قصة النبي أيوب عليه السلام في سورة الأنبياء على النحو التالي: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

() فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ" (الأنبياء: 83-84).

وتأتي في سورة ص على النحو التالي: "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ. ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ" (ص: 41-43).

يخبرنا الله تعالى عن عبده ورسوله أيوب عليه السلام والضرر الذي أصابه في جسده وثروته وأولاده، حتى لم يبقَ إبرة واحدة سليمة في جسده إلا قلبه، ولم يبقَ له في حال الدنيا هذه شيءٌ ليستعين به في مرضه وما كان فيه، سوى زوجته التي حافظت له على حبها، فبسبب إيمانها بالله ورسوله، كانت تخدم الناس مقابل أجر، تطعمه وتخدمه لمدة تقرب من ثمانية عشر عامًا.

وكانت رفضته القريبة والبعيدة ليست سوى زوجته، رضي الله عنها، فلم تفارقه صباحًا ومساءً إلا لتخدم الناس، ثم تعود قريبًا لخدمته ورعايته.

وعندما استمرت الأمور لفترة طويلة، وأصبحت الحالة صعبة، وانتهت المصير المقدر، وتم استكمال المدة المحددة، توسل أيوب ربه قائلاً: "إِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"، وفي الآية الأخرى قال: "رَبِّ إِنَّ الشَّيْطَانَ أَنزَلَ بِيَ عَذَابًا وَعَنَبًا".

ثم استجاب له. الرحمن الرحيم، وأمره بالقيام من مكانه وضرب الأرض بقدمه.

ففعل ذلك، فأنشأ الله ينبوعًا ينبع وأمره بالوضوء منه، فانتزعت كل الضرر الذي كان على جسده.

ثم أمره بضرب الأرض في مكان آخر، فنبع ينبوع آخر له، وأمره بالشرب منه، فانتزعت الشرور التي كانت في داخله، وتمام الشفاء، ظاهرًا وباطنًا. ولهذا قال الله تعالى: "ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ".

 



وروى البزار وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بقي نبي الله أيوب عليه السلام مُصَابًا ثمانية عشر عامًا، وكان يرفضه من قريب وبعيد، إلا رجلان من إخوانه كانا أكثرهما خاصةً به، فكانا يأتيانه في الصباح ويذهبان، 

فقال أحدهما لصاحبه: تعلم بالله، إن أيوب ارتكب ذنبًا لم يرتكبه أحد في الدنيا، فقال له صاحبه: وما هو ذلك؟

قال: إن الله لم يرحمه ثمانية عشر عامًا، فلا يُنبِّه عنه ما به. فلما أتياه لم يتحمل الرجل حتى ذكر ذلك له.

فقال له أيوب: ما أعلم ما تقول، إلا أن الله تعالى يعلم أني كنت أمر برجلين يختصمان، فيذكران الله تعالى، فأعود إلى بيتي فأصلح لهما، من بغضي لهما أن يذكرا الله إلا حقًا.

قال: كان يخرج ليفعل ما يحتاج إليه، فإذا أتمه أحتجب. فأمسك زوجته بيده حتى بلغت البلوغ، فلما أبطأت عنه يومًا، أنزل الله تعالى على أيوب عليه السلام: "ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ"، فأبطأت عنه، فلقيته يناظرها، فاقتربت منه.

فأزال الله ما به من البلاء، وكان هو الأفضل، عندما رأته قالت: نعم، بارك الله فيك ! هل رأيت هذا النبي المبتلى من الله؟ والله، لم أر رجلاً أشبه به منك، فإنه كان صادقاً.

قال: فأنا هو.

قال: وكان له حقلان: أندر للقمح وأندر للشعير - الأندر: البيداء - فأرسل الله غمامتين، وعندما كانت إحداهما فوق القمح الأندر، فإنها أفرغت الذهب فيه حتى فاض، والأخرى أفرغت في الشعير الأندر حتى فاضت).

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجال البزار هم رجال الصحيح .

 



روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما كان أيوب يغتسل عريانًا، سقطت عليه جرادة من ذهب، فابتدأ أيوب يقضم ثوبه، فناداه ربه يا أيوب! أليس هذا من مزاج ما رأيت؟"

قال: "نعم يا رب، ولكني لست بغنى عن نعمتك".

ولهذا قال العزيز الجبار: {وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}.

وقال الحسن وقتادة: أحياهم الله تعالى له بأشرافهم، وزادهم على ذلك.

وقال أبو حيان: "الجمهور على أن الله تعالى أحيا من أهله المتوفين، وشفى المرضى، وجمع له من تفرق عنهم".

روى ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ}.

قال: (أعاد الله تعالى زوجته له، وزاد شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ذكرًا).

وقال العزيز الجبار: {رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} يعني: رحمة له على صبره وثباته وتوجهه إلى الله وتواضعه وزهده، {وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} يعني: درسًا لأولي الألباب، ليعلموا أن ثمرة الصبر هي الفرج والمخرج والراحة.




وفي سورة الأنبياء: {رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِعَابِدِينَا} يعني: أجبنا دعاءه، وفعلنا معه كل خير، من أجل رحمتنا تجاهه، ولكي يكون ما فعلناه معه قدوة وتذكيرًا للعابدين الآخرين، ليقتدوا به في صبره على بلاء الله واستمرار شكره في الأوقات الجيدة والسيئة.

ويقول الله تعالى: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ذكروا أن أيوب عليه السلام غضب من زوجته وانتقم منها بسبب شيء فعلته.

وقيل: باعت خصلة شعرها مقابل الخبز وأطعمته إياه.

فانتقدها على ذلك وأقسم إن شفاه الله سيجلدها مئة جلدة.

وقيل: لأسباب أخرى.

فلما شفاه الله وأعافاه، لم يكن لإحسانها الكامل بهذه الخدمة والرحمة والعطف واللطف أن يواجه بالضرب، فأفتاه الله تعالى أن يأخذ حزمة - وهي تعني حزمة من فروع كثيرة - تحتوي على مئة عصا، وأن يضربها بها ضربة واحدة، وتشفى يده اليمنى، فيخرج من قسوته وينفذ نذره، وهذا هو الفرج والمخرج لمن يخاف الله ويرجع إليه.

ولهذا قال الله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} سبحانه وتعالى أثنى عليه وأثنى عليه بقوله: {إِنَّهُ أَوَّابٌ} يعني: يرجع ويتوب إلى الحق.

 




غرائب حول القصة

عندما يقول الله تعالى: "وإذ نادى ربه أني مسني الضر"، ذكر بعض المفسرون قصصًا وأقوالًا لا يمكن الاعتماد عليها أو إيلاء اهتمام لها.

ذكروا أن أيوب كان مريضًا لفترة طويلة، وأنه تناثرت من جسده الديدان، وتمزقت لحمه.

كل هذا وما شابهه لا يجب إيلاء اهتمام له؛ لأن الله تعالى حمى أنبياءه من الأمراض المقززة التي تدفع الناس للابتعاد عنهم، سواء كانت أمراضًا جسدية أو عصبية أو نفسية.

والذي يجب اعتقاده أن الله تعالى قد ابتلى عبده أيوب ببعض الأمراض التي لا تتنافي مع صفات النبوة، وقد صبر أيوب عليه السلام على ما ابتلاه الله به، حتى ضُرب به المثل في الصبر، فكانت عاقبة صبره، أن عافه الله من مرضه، ورفع عنه ما نزل به من البلاء والضر، وأعطاه من سابع نعمه.

ذكروا أيضًا عندما قال الله تعالى: "وخذ بيدك ضغثًا فاضرب به ولا تحنث"، قصصًا عن الشخص الذي تعرض للضرب، وسبب الضرب، وما يقرب إلى الحقيقة هو أن أيوب أرسل زوجته وهي بحاجة إليه، وتأخرت عنه، فأقسم إن شفي من مرضه أن يضربها مئة مرة، وبعد شفائه أذن الله تعالى له بأن يأخذ حزمة صغيرة تحتوي على مئة عصا، ثم يضربها بها مرة واحدة.

هكذا جمع بين الوفاء بالقسم والرحمة تجاه زوجته التي كانت صالحة له خلال أيام مرضه.

 



الدروس المستفادة من القصة

أهم الدرس المستفاد من هذه القصة هو أن العبد يجب أن يتوجه دائمًا وإلى الأبد، في الأوقات الجيدة والسيئة، في الصعوبات والسهولة، وفي الأوقات الجيدة والأشياء السيئة، إلى الله، وأن يملأ قلبه بالإيمان بأنه لا يوجد إلا إجابة له إلا الله تعالى، وأنه لا يوجد من يكشف البلاء الذي أصابه إلا هو، رب الأرباب، وخالق الأسباب، هو المعين، هو المستجيب، وهو الذي بيده زمام كل شيء.

هذا الإيمان يجلب الراحة والطمأنينة إلى قلب المؤمن، ويجعل حياته هادئة وثابتة، بلا ضطرة أو قلق، وتكون نفسه راضية ومطمئنة، راضية بما كتبه الله لها، وتقبل ما قسمه الله لها.

واحدة من أهم الدروس المستفادة من قصة أيوب، عليه السلام، هو درس الصبر.

الصبر في مواجهة البلاء، والصبر في المرض، والصبر في مغريات هذه الدنيا، والصبر في فقدان المال والأبناء، هي كلها أنواع من الصبر وما شابهها الذي يصيب الله به عباده.

حتى يعرف الصابر من الغير صابر، وحتى يعرف المؤمن الحقيقة من المنافق، وقال تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (محمد: 31).

في الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا)، رواه الإمام أحمد.

من أتم القرائه فليصل على خير البشر ويضع تعليق .

أقرأ أيضآ فى مدونة كلاكيتشو عن :  سيرة الانبياء

عن الكاتب

كلاكيتشو

التعليقات


اتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

ClacketShow