ذو الكفل عليه السلام
![]() |
ذو الكفل |
موجز
كان من الأنبياء الصالحين، وكان يصلي مئة صلاة في كل يوم. قيل أنه كان
مسؤولًا عن أطفال قومه، وأنه كان يقضي بينهم بالعدل ويهتم بشؤونهم، ففعل ذلك، وسمي
بذو الكفل.
سيرته
قال أهل التاريخ إن ذو الكفل هو ابن أيوب، عليه السلام، وكان اسمه الأصلي
(بشر).
أرسله الله بعد أيوب وسماه ذو الكفل لأنه قام ببعض الطاعة له، وكان مقامه
في بلاد الشام، ويقول أهل دمشق أن له قبرًا في جبل يطل على دمشق يسمى قاسيون.
ومع ذلك، يعتقد بعض العلماء أنه ليس نبيًا، بل رجل صالح من بني إسرائيل.
وربط ابن كثير نبوته بسبب ربط الله تعالى له بالأنبياء، وقال الله تعالى:
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) (الأنبياء)
قال ابن كثير: من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه، مقرونًا بتلك الأنبياء الكرام، يتبين أنه نبي، عليه الصلاة والسلام من ربه، وهذا ما هو معروف.
لم يذكر القرآن الكريم اسمه أكثر من مرة من بين الأنبياء.
أما دعوته ورسالته والقوم الذين أرسل إليهم، فلم يذكر ذلك بشكل عام أو
تفصيلي.
لذا، نمتنع عن التعمق في موضوع دعوته، حيث أن العديد من المؤرخين لم يذكروا
الكثير عنه.
يجب أن يلاحظ أن "ذو الكفل" المذكور في القرآن يختلف عن
"الكفل" المذكور في الأحاديث النبوية الشريفة، ونص الحديث كما رواه
الإمام أحمد عن ابن عمر، رضي الله عنهما، الذي قال
"كان الكفل من بني إسرائيل لم يخجل من ذنب أعماله، فأتته امرأة
فأعطاها ستين دينارًا ليمارس الجماع معها.
فلما انصرف منها كما يجلس الرجل إلى امرأته، ارتعدت وبكت.
قال لها: ما يجعلك تبكين؟
أكرهتك؟
قالت: لا، ولكن هذا عمل لم أفعله أبدًا، ولكن الضرورة أجبرتني على فعله.
قال: فتفعلين هذا وأنت لم تفعليه؟
ثم نزل وقال: اذهبي بالدينارات لنفسك".
ثم قال: "والله لن يعصي الله الكفل"، فمات في تلك الليلة وكتب
على بابه في الصباح: "غفر الله للكفل".
رواه الترمذي وقال: "حديث حسن".
رواه عن ابن عمر، وإسناده محل نظر.
إذا كان محفوظًا، فليس هو ذو الكفل.
بل صيغة الحديث الكفل بدون أي إضافة، فهو رجل آخر غير المذكور في القرآن.
فيما يتعلق بمن يقولون أن ذو الكفل لم يكن نبيًا، بل كان رجلا صالحًا من
أبناء إسرائيل، يروون أنه كان خلال عهد النبي الله إليشع، عليه السلام.
وروى أنه عندما كبر إليشع قال: "ليتني أعين رجلًا ليكون فيه مسؤولًا
عن الناس ليعمل عليهم في حياتي، لأرى كيف يعمل؟
فجمع الناس وقال: من يقبل ثلاثة أمور أعينه خليفتي: يصوم نهارًا، ويقوم
بالصلاة ليلاً، ولا يغضب.
فقام رجل احتقره الناس بالنظرة فقال: أنا.
ثم قال: "أتصوم نهارًا وتصلي ليلاً، ولا تغضب؟
فقال: نعم.
ولكن إليشع - عليه السلام - أبعد الناس ذلك اليوم دون أن يعين أحدًا
خليفته.
وفي اليوم التالي، خرج إليشع - عليه السلام - إلى قومه وقال مثل ما قاله في
اليوم الأول.
وظل الناس صامتين، وقام ذلك الرجل وقال: "أنا".
فعين إليشع ذلك الرجل خلفًا له.
ثم بدأ الشيطان يقول للشياطين: يجب أن تفعلوا كذا وكذا، فأصابهم الإرهاق.
قال: "اتركوني وإياه".
جاءه في صورة رجل فقير عجوز، وجاءه
عندما أخذ فراشه للمرأة التي قالت، ولم ينم ليلًا ولا نهارًا إلا ذلك النوم، فقام
وطرق الباب.
قال ذو الكفل: من هذا؟
قال: رجل عجوز مظلوم. فقام ذو الكفل وفتح الباب.
فبدأ الشيخ يتحدث إليه عن نزاع بينه وبين قومه، وما فعلوه به، وكيف ظلموه،
وبدأ يتحدث بطول حتى حان وقت اجتماع ذو الكفل بين الناس، وذهب الرجل يقول.
ذو الكفل قال: إذا ذهبت إلى المجلس، سأأخذ حقوقك.
وخرج الشيخ وذهب إلى مجلسه ذو الكفلي دون أن ينام.
لكن الشيخ لم يحضر المجلس. تم تأجيل المجلس دون حضور الشيخ.
عُقد المجلس في اليوم التالي، ولكن الشيخ لم يحضر أيضًا.
عندما عاد ذو الكفلي إلى منزله ليستلقي، جاء الشيخ إليه وطرق الباب وقال: من
هذا؟
فقال الشيخ المظلوم العجوز: "فتحه له وقال له: ألم أقل لك إن جلست
سأفتقده؟
قال الشيخ: "هم أبشع الناس.
إذا علموا أنك تجلس، يقولون لي: سنعطيك حقوقك، وإذا قمت، ينكرون علي.
قال ذو الكفلي: "اذهب الآن، وإذا ذهبت إلى اجتماعي، تعال إلي".
فاته القول، فذهب إلى مقعده وانتظر الشيخ، لكنه لم يره، وأصبح النوم صعبًا
عليه، فقال لبعض أفراد أسرته: "لا تدعوا أحدًا يقترب من هذا الباب حتى أنام،
فالنوم أصبح صعبًا علي".
ثم جاء الشيخ، ومنعوه من الدخول.
قال: "جئته يوم أمس، وذكرت أمري لذو الكفلي".
قالوا: "لا، والله، قد أمرنا بعدم السماح لأحد بالاقتراب منه".
فقام الشيخ وعبر الجدار، ودخل المنزل، وطرق الباب من الداخل.
استيقظ ذو الكفلي وقال لأسرته: "ألم أمركم بعدم السماح لأحد بدخولي؟
قالوا: "لم ندع أحدًا يقترب، فانظر أين دخل من.
فذهب ذو الكفلي إلى الباب ووجده مغلقًا كما أغلقه؟
وعندما كان الرجل معه في المنزل، تعرف به وقال: "أليس هو عدو لله؟
قال: نعم، لقد أزعجتني في كل شيء، ففعلت كل ما رأيت لجعلك غاضبًا.
فدعاه الله ذو الكفلي لأنه اهتم بأمر ووفّى به، ليبدو أكثر رسمية.
أقرأ أيضآ فى مدونة كلاكيتشو عن :
سيرة الانبياء