أبو بكر الصديق
![]() |
أبو بكر الصديق |
*من يفكر في صفات أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، يجده: (رحومًا دون ضعف، قويًا دون قسوة)، وهكذا كان أقرب إلى صفات سيد الخلق، صلى الله عليه وسلم.
ليس
من العجب أنهما بقيا رفيقين ومتفقين في جميع مراحل الدعوة، وليس من العجب أن الله
اختاره ليكون (الثاني من الاثنين)، وهذا هو الوضع الرفيع الذي لا يمكن أن يحتفظ به
سوى من يستحقه.
صفات
ابو بكر الصديق
*ما هي صفاته وأعماله التي جعلته ثاني أثنين؟
والتي جعلته يستحق أن يوصف بأمير
المؤمنين، علي بن أبي طالب، عندما نعاه قال عنه: ( رحمك الله يا أبا بكر، كنت صاحب
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صاحبه وراحته وثقته، ومكان سره ومشورته، فوالله ما
للمسلمين بعد رسول الله منك مُصيبة، كنت عز الدين وحماه، وكهفًا فصحبك الله تعالى
بنبيه محمد، صلى الله عليه وسلم، وما حرمناك أجرك، ولا ضللنا بعدك ).
ميلاد
أبي بكر الصديق
*ولد
في السنة 50 قبل الهجرة، في السنة 573 ميلادية، بعد عامين من ولادة رسول الله، صلى
الله عليه وسلم.
اسم
ونسب أبي بكر الصديق
* عبد الله بن عثمان بن
عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك
بن النضر -وهو قريش- بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد
بن عدنان، التيمي القرشي.
ألقاب
أبو بكر الصديق
*الصديق:
سماه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بهذا اللقب بعد حادثة الإسراء والمعراج، على
سند من أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها.
عندما
تمت الإشاعة برحلة النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى المسجد الأقصى، بدأ الناس
يتحدثون عن ذلك، فابتدأ الذين آمنوا به وصدقوه بالردة، وطلب الرجال أبا بكر.
وقالوا:
(أتدعو لك أنك تملك الحق؟ يزعم صاحبك أنه انتقل بحضرة إلى القدس الليلة.
قال:
(وقال ذلك؟) قالوا: نعم.
قال:
(إن قال ذلك فقد صدق).
قالوا:
أم تؤمن له بأنه ذهب إلى القدس الليلة وجاء قبل الصباح؟
قال:
(نعم، أؤمن له فيما يتجاوز ذلك، أؤمن له في أخبار السماء في الصباح أو في المساء).
العتيق:
أعطاها له رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
قالت السيدة عائشة: دخل أبو بكر الصديق على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (افرح فإنك ستحرى من النار بإذن الله)
وقيل
ذلك بسبب جمال وجهه وحسن مظهره، وهو أحد الألقاب المشهورة بين العرب للإشارة إلى
جمال وجه الرجل وكرمه.
الصاحب:
لقب مذكور في القرآن الكريم: "فإن لم تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين
كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله
سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي
العليا والله عزيز حكيم.
أتقى
الناس: يُعطى له لقب في القرآن الكريم: {واتقى الناس رءوف بالمؤمنين.
الأواه:
لقب يُشير إلى الخوف والتقدير أمام الله عز وجل.
قال
إبراهيم النخعي: ( سُمي أبو بكر بالأواه، بسبب رأفته ورحمته ).
عائلة
أبو بكر الصديق
*أم
أبي بكر الصديق
أم الخير: سلمى بنت صخر بن عامر التيمية. وقد سُميت أم الخير لأنها كانت أم أبي بكر.
*والد
أبي بكر الصديق
*أبو قحافة: عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
أسلم
في يوم فتح مكة، وتُوفي في السنة (14 هـ) عن عمر يناهز (97) عامًا، ودفن في مكة.
أبناء
أبي بكر الصديق
*أسماء وعبد الله: أمهم قتيلة بنت عبد العزى.
*عائشة وعبد الرحمن: أمهما أم رومان بنت عامر بن عوامر.
*محمد: أمه آسمة بنت عميس.
*أم كلثوم: أمها حبيبة بنت خريجة بن زيد الخزرجية.
من
الذكور، ثلاثة ( عبد الله وعبد الرحمن ومحمد )، ومن الإناث ثلاثة ( أسماء وعائشة
وأم كلثوم ).
وصف
أبي بكر الصديق
*حسن
الهيئة ذا وجه جميل مُشرق.
*ذو
بشرة بيضاء.
*نحيل
الجسم.
*معروق
الوجه.
*قليل
الشعر في صفحتي خديه.
*غائر
العينين.
*جبهته
بارزة.
*أجعد الشعر.
الشعر الرمادي مصبوغ بالحناء والكتم، مما يجعله يبدو أحمرًا مشرقًا.
لطيف
بدون ضعف، يظهر الصرامة والثبات والهدوء في المواقف التي تستدعي ذلك.
كان
له الحق أن يكون رفيق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصاحبه، وأن يخلفه على أمته
بعده.
الصديق
في الجاهلي
*كان
مشهورًا بأخلاقه الحميدة، كما وصفه ابن الدغنة: ( تكسب الفقير، وتصل الرحم، وتحمل
الكل، وتكرم الضيف، وتعين على نوائب الحق ).
*حسن المعشر.
*لم يشرب الخمر أبدًا.
*لم
يسجد للاصنام ابدآ.
*يبتعد
عن المجالس السيئة.
*لديه
معرفة بأنساب العرب واخبارها.
إسلام
الصديق
*كان
أبو بكر أول من آمن بدعوة النبي، صلى الله عليه وسلم. فور تقديم الإسلام له، اعتنق
الإسلام ولم يتردد للحظة واحدة.
على
سند عبد الله بن مسعود، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ما دعوت أحدًا إلى
الإسلام إلا كان له عائق، إلا أبا بكر، فإنه لم يتلو).
وبدأ
يدعو إلى الله بنفسه وماله.
هجرة الصديق
*رافق
النبي، صلى الله عليه وسلم، هجرته إلى المدينة، بعد تعرض المشركين للنبي، صلى الله
عليه وسلم، وأصحابه بشكل متزايد.
فطلب أبو بكر من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذنًا للهجرة، فأمره رسول الله بألا يستعجل، ربما يعطيه الله رفيقًا في الهجرة، فأبو بكر كان متفائلاً وأمل أن يكون رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رفيقه في الهجرة، فاشترى اثنين من الإبل واهتم بهما( كطريقة لإعداد نفسه للهجرة ).
كانت
عادة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يأتي منزل أبو بكر في الصباح والمساء، وفي
اليوم الذي أذن له بالهجرة، جاء إليه في وقت غير المعتاد.
عندما
رأى أبو بكر إياه، علم أن هناك شيئًا خاطئًا، وكان لدى أبو بكر ابنتيه، عائشة
وأسماء - رضي الله عنهما جميعًا. فطلب من أبو بكر أن يتركه، قائلاً له: (اخرج من
وجهي).
قال: يا رسول الله، هم ابنتاي، أي عائشة وأسماء، فأبلغه النبي، صلى الله عليه وسلم، بالهجرة.
فاستأجروا
عبد الله بن أرقط كدليل في الطريق، وبعد ذلك ساروا حتى وصلوا إلى جبل ثور، حيث
بقوا ثلاث ليال.
كانت
قريش قد وضعت مكافأة لمن يجلب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر أسيرًا أو
يقتله.
وصل
المشركون إلى الكهف، وصعد بعضهم إلى أعلى الكهف للبحث عنهم.
نظر
أبو بكر الصديق إلى أقدام المشركين عند باب الكهف، وهمس للنبي، صلى الله عليه
وسلم: (لو نظر أحدهم إلى أقدامه لرآنا)، ورد عليه هو، صلى الله عليه وسلم، بإيمان
وهدوء: (يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما)، ليجعلها تبدو رسمية.
غزوات
أبو بكر الصديق
*غزوة
بدر سنة (2هـ): كانت له فيها مواقف عظيمة، شارك ابنه عبد الرحمن في صف المشركين،
فلما أسلم قال لأبيه: ( لقد أهدفت لي ( أي ظهرت أمامي ) يوم بدر، فملت عنك ولم
أقتلك )، فقال له أبو بكر: ( لو أهدفت لي لم أمل عنك ).
*غزوة
أحد سنة (3هـ): لما شاع أن الرسولَ ﷺ قد قُتل، شقَّ أبو بكر الصفوف، وكان أولَ من
وصل إلى الرسول ﷺ.
*غزوة
بني النضير سنة (4هـ).
*غزوة
بني المصطلق سنة (5هـ).
*غزوة
الخندق سنة (5هـ).
*غزوة
بني قريظة سنة (5هـ).
*صلح
الحديبية سنة (6هـ).
*غزوة
خيبر سنة (7هـ).
*عمرة
القضاء سنة(7هـ).
*فتح
مكة سنة (8هـ).
*غزوة
حنين سنة (8هـ).
*غزوة
تبوك سنة (8هـ): وكان يحمل لواء الرسول ﷺ.
وشهد
مع النبي ﷺ كل الغزوات
خلافة
أبي بكر الصديق
ظهرت
حكمته وهدوءه في مواجهة الأمة مع وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم.
ظهرت
أيضًا شخصيته القوية وذكاؤه السياسي في اجتماع السقيفة.
عبر
عن تواضعه الكبير وزهده في الخلافة عندما تم ترشيحه لها، حيث أوصى بسالم، عبد الله
بن عمرو بن العاص، وصفه بأنه أتقى منه، أو عمر بن الخطاب، وأقوى منه، لكن عمر رفض
إلا أن يبايع أبا بكر، ثم بايع الناس أبا بكر خليفة لرسول الله، صلى الله عليه
وسلم.ذلك أنه لما علم الأنصار وفاة النبي ﷺ.
اجتمعوا
في سقيفة بني ساعدة يتشاورون، وبلغ ذلك المهاجرين فقالوا: نرسل إليهم يأتوننا،
فقال أبو بكر بل نمشي إليهم، فسار إليهم ومعه عمر بن الخطاب، فتحاوروا كثيرًا
وكادوا يختلفون، فقال بعض الأنصار منا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: نحن الأمراء
وأنتم الوزراء؛ فإن رسول الله ﷺ قال:
(الأئمة من قريش)، وقال ﷺ: (أوصيكم بالأنصار خيرًا: أن تقبلوا من محسنهم وتتجاوزوا
عن مسيئهم).
قال
عمر: أنا أتوسل إليكم بالله، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا
بكر بقيادة الناس في الصلاة ؟
قالوا: يا الله، نعم.
قال: أيكم مستعد لإزاحته من المنصب الذي أنشأه رسول الله صلى الله
عليه وسلم ؟
قالوا:
ليس منا كلنا مستعدين، ونستغفر الله، وسارعوا جميعًا للتبايع لأبي بكر، وكان هذا
البيعة تستحق لتوحيد كلمة المسلمين، وتجنب الفتنة الشديدة والانقسام الشديد،
والحرب الشديدة بين أهل دين واحد، الذي لا يعرف أحد مدىه إلا الله وحده.
فضائل
أبي بكر الصديق
واحدة
من أعظم نتائج الصديق، رضي الله عنه، هي أنه وصف بالكامل كما وصف رسول الله ﷺ،
قالت عائشة، رضي الله عنها: خرج أبو بكر هجرة قبل الذهاب، فقال ابن الضغنة:
قال أبو بكر: أخرجني قومي، وأريد أن أسافر في الأرض وأعبد ربي.
قال ابن الضغنة: لن يخرج مثلك، ولن يخرج.
تساعد الفقراء، تربط الأرحام، تحمل كل شيء،
ترحب بالضيف، وتساعد في الكوارث الحقيقية، وأنا جارتك.
فارجع
واعبد ربك في بلدك.
وصف
ابن الضغنة أبا بكر، رضي الله عنه، بنفس الوصف الذي وصفت به خديجة، رضي الله عنها،
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك دون اتفاق بينهما، ولم يتم وصف أي شخص
آخر بهذه الصفات معًا، حتى نتمكن من القول إن هذه الصفات تجتمع للنبلاء الكرام،
ولكن اجتماع هذه الصفات في شخص واحد هو شيء فريد في هذا المجتمع، وربما هذا ما
يفسر لنا الدرجة العالية التي بلغها الصديق، رضي الله عنه، في ميزان الإسلام.
كان
الرجل يقدم ما لا يستطيع أي شخص آخر أن يقدمه، وكان يفعل ما لا يستطيع أي شخص أن
يتنافس معه فيه.
وفاة
أبي بكر الصديق
أصيب
أبو بكر الصديق بمرض في العام 13 هـ، وكان هناك اختلاف حول سبب وفاته.
ذكرت
السيدة عائشة أنه استحم في يوم بارد ومرض لمدة خمسة عشر يومًا حتى توفي.
وقيل
إنه تعرض للتسمم، وتوفي يوم الاثنين، وكان عمره 63 عامًا، مثل عمر رسول الله.
وأوصى
بأن تغسله زوجته أسماء بنت عميس، وأوصى ابنته عائشة بأن يدفن بجوار رفيقه، رسول
الله، صلى الله عليه وسلم.
صلى
عليه عمر بن الخطاب، ونزل عمر وعثمان وطلحة وابنه عبد الرحمن على قبره.
استمرت
خلافة أبي بكر الصديق لمدة سنتين وثلاثة أشهر.
كانت
مليئة بالإنجازات العظيمة والأحداث الخطيرة، وكانت مسرحًا للعديد من الحوادث
الخطيرة التي كادت أن تدمر الدولة الإسلامية في مهدها، لولا أن الله أعد لهذا
الرجل الذي بحكمته وعزيمته، تمكن من إحضار السفينة إلى شاطئ آمن، رجل امتزجت فيه
الجدية مع الرحمة، والحكمة مع القوة، واللين مع الثبات، لجعلها تبدو رسمية.
أقرأ أيضآ فى
مدونة كلاكيتشو عن : سيرة الصحابة الكرام
رضى الله عنه وعن الصحابة اجمعيأ
ردحذف