محمد صلى الله علية وسلم
قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي أعظم قصة لإنسان خلقه الله من زمن آدم حتى يوم القيامة، إنه أفضل من ولد من آدم، وأعظم من البشر، أرسله الله كدليل وبشير ونذير، جعله الله خاتم الأنبياء والمرسلين.
*في هذا العرض الشامل ومن خلال خطوط المقالة التالية، سنتعرف معًا على قصة
نبينا
محمد، من الولادة إلى الوفاة من خلال هذا المقال وفيه نقدم حياته وكل ما حدث في
سيرته العطرة بإيجاز.
*ونقدم لكم ولجميع المسلمين، السيرة النبوية، مبسطة حتى تتعرفوا بشكل أفضل
على النبي الشريف.
من هو محمد صلى الله عليه وسلم؟
*قبل أن نبدأ في السيرة العطرة والمشاهد التي نقدمها لكم في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، نتعرف على نسب النبي الشريف، ومن هو نبينا، اسمه الكامل، ونسبه من قبيلة قريش حتى نصل إلى جد جده العظيم إبراهيم عليه السلام.
*فمن هو محمد صلى الله عليه وسلم؟ وعليه السلام؟
*إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وتمتد النسبة الشريفة إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام.
*والد النبي، عبد الله بن عبد المطلب، تزوج من أمينة بنت وهب وتوفي قبل ولادة النبي الشريف في سنة الفيل، العام الذي شهدت فيه محاولة لتدمير الكعبة على يد أبرهة الحبشي، الذي أراد تدمير الكعبة، ولكن الله، برحمته وكرمه، دمر الجيش، جعلهم الله مثل القش المأكول في إحدى معجزات الله العلي القدير، حيث أرسل عليهم طيورًا دمرتهم.ولد النبي الشريف في هذا العام.
طفولة يتيمة
بعد ولادة نبينا الكريم، كانت العادة العربية أن يذهب الطفل إلى قبيلة في
الصحراء، حيث يعيش في الصحراء ويخوض أولى خطواته في تربية مختلفة عن تربية
مكة.
فقد رضع النبي الشريف من حليمة السعدية، وحصلت على هذه النعمة، بفضل الله،
بعد رفض نساء بني سعد رضاعته.
ظنًا منهن أنهن لن يتلقين الثواب بسبب وفاة والده، لكنها قبلت وتلقت الخير
والبركة.
نشأ الطفل الصغير قويًا وأصبح قويًا بعد عامين، فعادته حليمة إلى أمه، ولكنها خشيةً من أن يعاني من الأمراض في مكة، لذا عاد مرة أخرى إلى الصحراء مع حليمة مرة أخرى.
بعد فترة، حدث له حادثة في شرق الصدر.
جاء رجلان في ثياب بيضاء إليه وقاما بفتح صدره واستخراج دودة سوداء منه.
إنها حادثة فتح الصدر التي كان الله العلي القدير يعد لها رسوله الكريم صلى
الله عليه وسلم.
إنها واحدة من المعجزات التي تحدث فقط لـ أنبياء الله العلي القدير وليس للبشر العاديين.
وروى النبي صلى الله عليه وسلم عنها في حديث شهير وصحيح موجود في الكتب الصحيحة للسيرة والحديث.
توفيت والدته، آمنة بنت وهب، عندما كان عمره ست سنوات.
كانت في زيارة لأعمامه في منطقة الأبواء.
أصبح يتيمًا لوالده ووالدته.
رعاه جده عبد المطلب، وعاش تحت رعايته لمدة عامين.
اهتم به واهتم بشؤونه، وحتى أخذه معه في رحلات تجارية.
في إحدى رحلاته، رائهم الراهب وأوقف عبد المطلب وقال إن هذا الطفل سيكون له أهمية كبيرة.
كان عبد المطلب واثقًا من ذلك وشعر أن هذا حفيده سيكون له بالفعل أهمية
كبيرة في المستقبل.
توفي عبد المطلب، وأصبح محمد البالغ من العمر ثماني سنوات محميًا من قبل عمه
أبو طالب، الذي كان لطيفًا جدًا معه وقام بتضمينه بين أولاده، وحافظ النبي
صلى الله عليه وسلم على هذا اللطف تجاهه.
عمل بالرعي وتاجر في شبابه ولقائه الاول بأمنه خديجة
وصلنا هنا إلى مرحلة شباب النبي، صلى الله عليه وسلم. كان يعمل كراعي
للأغنام في صحراء مكة، يهتم برعي أغنام أهل مكة. قال رسول الله، صلى الله
عليه وسلم: "ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم".
وقال: "أصحاب، وأنتم؟
" قال: نعم، كنت أعتني بها بجزء من الدينار والدرهم - لأهل مكة.
عمل أيضًا في التجارة، تمامًا مثل رجال مكة، وتفوق في ذلك بسبب صدقه وأمانته مع الجميع. ظهرت أخلاقه النبيلة في العمل التجاري في مكة حتى أصبح مشهورًا في وسط الأنشطة التجارية، ووصلت سمعته هذه إلى أذني خديجة بنت خويلد، التي كانت تبحث عن شاب يعمل لديها في تجارتها ويتمتع بسمعة جيدة ونزاهة وأمانة، ولم تجد أحدًا أفضل من محمد ليعمل لديها في هذه التجارة، وبالفعل عمل رسول الله في تجارتها.
في يوم من الأيام، وهو في قافلة تجارية مع ميسرة، خادمة خديجة، رأى راهب يُدعى ميسرة إياه.
قال الراهب لميسرة: "لا أرى هذا الشاب إلا النبي الذي سيظهر في بلاد العرب،
وهذا هو وقته". نقل ميسرة هذا البيان، وهذا هو السبب الذي دفعها لطلب الزواج
من رسول الله، وأرسلت شخصًا ليخبره بذلك، وبالفعل تزوج محمد خديجة وأنجب منها
ستة أولاد وبنات.
الصادق الأمين وقريش
كانت قريش، القبيلة التي كانت تسيطر على مكة وتجارتها، واحدة من أكبر القبائل العربية على الإطلاق.
قبل البعثة النبيلة، كان محمد، صلى الله عليه وسلم، معروفًا بينهم بأنه الشخص الأمين والموثوق بسبب صدقه وأمانته ونزاهته مع الجميع، مما جلب له سمعة جيدة جعلته واحدًا من أفضل الشخصيات في مكة بأكملها
ظهرت حنكته وحكمته بين الناس عندما وقعت حادثة هدم الكعبة المشرفة، حيث وجد أهل مكة فرصة لهدم الكعبة لحمايتها من الفيضانات. اتفق أسياد مكة على أن يتم الهدم ومن ثم يتم البناء، ولكن بمال حسن لا يشمل أي شيء محرم أو فائدة، وبالفعل قام الوليد بن المغيرة بتنفيذ الهدم.
ثم بنوا الكعبة تدريجيًا حتى وصلوا إلى مكان الحجر الأسود. هنا، تنازعت قريش بين أنفسهم حول من سيضع الحجر الأسود ويتشرف بهذا الشرف العظيم. استدرك الأمر بفضل تدخل محمد، صلى الله عليه وسلم، الذي اقترح أن يوضع الحجر الأسود في قطعة قماش ويحملها كل واحد منهم.
قبيلة مختلفة، حتى يتمكنوا جميعًا من المشاركة في هذا الشرف العظيم، ووافق
الجميع على الرأي ووجدوا فيه حكمة وحكمة كبيرة من محمد، الذي أصبح أكثر عظمة
بينهم.
أبناء النبى محمد صلى الله عليه وسلم
النبي، صلى الله عليه وسلم، كان لديه أبناء وبنات، والأول منهم كان القاسم الذي أطلق عليه هذا اللقب.
توفي وهو طفل صغير، وقيل إنه عاش حتى ركب حيواناً وسار على النجيبة، ثم زينب وقيل أنها كانت أكبر من القاسم، ثم رقية وأم كلثوم وفاطمة وقيل عن كل واحدة منهن أنها أكبر من القاسم.
هما أختان لها.
وذكر ابن عباس أن رقية كانت الأكبر بين الثلاث وأم كلثوم الأصغر منهم.
ثم ولد له عبد الله.
هل ولد بعد النبوة أم قبلها؟
يوجد اختلاف في الرأي.
بعضهم صحح أنه ولد بعد النبوة.
هل هو الصالح والطاهر أم هم شيء آخر؟
*يوجد رأيان.
الرأي الصحيح هو أنهم لقبوه بذلك، والله أعلم. هذه هما الرأيان. كان كلهم من خديجة، ولم تلد له أي أطفال من زوجات أخرى.
ثم ولد له إبراهيم من سيدة سبية له، مارية القبطية، في السنة الثامنة من الهجرة.) زاد المعاد 1-103.
أبناء وبنات النبي جميعهم من زوجته، أم المؤمنين، خديجة، رضي الله عنها، باستثناء إبراهيم الذي هو من سيدة النبي، مارية، رضي الله عنها، التي أهداها للنبي، صلى الله عليه وسلم، المقوقس ملك الإسكندرية والقبط العظيم، وتتكون أبناؤه، وفقًا للرأي الصحيح، من سبعة، ثلاثة ذكور وأربع إناث، فالذكور هم:
١- القاسم.
٢- عبد الله.
٣- إبراهيم.
والإناث:
١- زينب.
٢- رقية.
٣- أم كلثوم.
٤- فاطمة.
جميع أطفاله، صلى الله عليه وسلم، توفوا أثناء حياته باستثناء فاطمة التي
توفيت بعده، رضي الله عنها.
البعثة وبداية النبوة
في سن الأربعين، بدأت ملامح النبوة تظهر عليه. كان يحب الطبيعة والاستمتاع بالوحدة. كان يترك منزله ويذهب إلى كهف حراء، خاصة في شهر رمضان، يترك من حوله ويتأمل في خلق الله، حتى جاء اليوم الموعود عندما أمر الله تعالى جبريل بالوحي.
الوحي الأمين هو أن الوحي ينزل من السماء على محمد ليكون نبياً أرسله الله
لجميع الناس.
وقد كان رسول الله لديه علامات في البداية، وهي علامات النبوة قبل أن يجيء له أمين الوحي، وتحكي أم المؤمنين عائشة في هذا المشهد، فتقول: أَوَّلُ ما بُدِئَ بِه رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلَّم مِن الوَحْيِ الرُّؤيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فكان لا يَرَى رُؤيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبدُ اللَّيَالِيَ دَوَاتِ العَدَدِ، وَيَتَزَوَّدُ لذلك، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خدِيجَة فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى فَجِنَة الحَقُّ وهو فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فقال له النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم فقلت ما أنا بقارِي، فَأَحْدَنِي فَعَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ فَقُلتُ: مَا أَنَا بقارِي، فَأَخَذَنِي فَعَطَّنِي الثَّانِيَة حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ ، فقلتُ: مَا أَنَا بِقارِي، فَأَخَذَنِي فَعَطَّنِي الثَّالِثَةِ حَتَّى بَلَعْ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقالَ:
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ).
بعد أن رأى الرسول، صلى الله عليه وسلم، جبريل، ارتعش بشدة ونزل من الجبل وذهب سريعًا إلى خديجة.
أطمأنتها وأخذته إلى ابن عمها وارقة بن نوفل، الرجل العجوز الذي كتب الإنجيل وكان لديه خبرة ومعرفة بالأديان السابقة.
كان يعلم أن النبي العربي ونبي آخر الزمان كانا يقتربان. قال وارقة عندما أخبره الرسول الله وخديجة عن الوحي: هذا هو الشرع الذي أنزل على موسى.
يا ليتني كنت شجاعًا في ذلك.
لكنني سأكون حيًا عندما يطردك قومك. فقال الرسول الله، صلى الله عليه وسلم: أما أنا صانعي؟
فقال وارقة: نعم، لم يأت رجلٌ بشيء مثل ما جئت به أنت، ولكن عد، وإن أدركتني
يومك، سأمنحك نصراً عظيماً.
بعد هذا اليوم العظيم، انقطع الوحي عن رسول الله لعدة أيام كان يذهب فيها كل يوم إلى كهف حراء حتى جاء صوت من السماء، وهو صوت جبريل يتلو كلام الله تعالى لنبيه الكريم: (يَا أَيُّهَا الْمُذَكَّرُ * قمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبَرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ).
الدعوه السريه وبداية الدعوه
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن نبيًا وعليه أن يدعو لعبادة الله وحده، وكان من الصعب عليه النطق بصوت عال في البداية بسبب انتشار الأصنام وعبادتها في مكة وتغلغلها في جميع جوانب الحياة، لذا دعا سرًا أسرته الأولى التي أسلمت، ثم دعا حلقة أصدقائه المقربين، حتى أيده أبو بكر الصديق الذي كان صديقًا له.
أيد أبو بكر رسول الله في الدعوة حتى قبله عدد من الصحابة مثل عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله، وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين رضي الله عنهم جميعاً.
هنا وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأمر قد استعد، بعد أن أسلم عدد
من الناس سراً، وبعد أن أمره الله تعالى بالنداء بصوت عال في مكة، وفعلاً صعد
رسول الله يوماً إلى جبل الصفا ودعا جميع قريش للدخول في الإسلام والتوحد لله
تعالى، ولكنهم سخروا منه وبدؤوا يضايقونه، حتى طلب حماية عمه أبو طالب وبدأ
يحميه من ما يقولونه.
محاربة قريش للدعوة
تحولت الأمور عندما قررت قريش محاربة دعوة الله والقضاء عليها من البداية. بدأوا يضايقون رسول الله وأصحابه بالأقوال ثم بالأفعال بعد ذلك. كان الكفار في قريش يعذبون ويضايقون المسلمين في صحراء مكة وفي الحر الشديد، على أمل أن يرجعوا عن الإسلام، وبدأت التهديدات تصل إلى رسول الله من كل جانب حتى يستسلم في هذا الأمر.
لم تستمر الأمور فقط عند ذلك، بل قاموا بمقاطعة المسلمين وتقييدهم، حيث حاصروا الجميع من بني هاشم وكتبوا صحيفة المقاطعة على باب الكعبة وقيدوهم في كل شيء، بدءًا من الشراء والبيع وانتهاءً بالزواج منهم، على أمل أن يرجعوا عن هذا الأمر.
كانت المقاطعة شديدة واستمرت لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، لكنها انتهت بمعجزة من الله عندما وجدوا أن الصحيفة قد تحطمت في الأرض وهي في الكعبة، وبقيت فقط بدايتها وكلمة "اسمك" فيها، وبالتالي انتهت الحصار تمامًا.
استمر دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم سارية ومنتصرة كل يوم في مكة، وكمقابل لذلك زاد السب والتعذيب والجوع للمسلمين، حتى نصح النبي صحابته بالهجرة إلى الحبشة بعيدًا عن مكة.
فعلا، هاجر عدد من الصحابة الكرام إلى الحبشة خوفًا من قريش، وفشلت جميع المحاولات لإعادتهم بفضل النجاشي، ملك الحبشة، الذي كان مؤيدًا لهؤلاء الأشخاص ولم يرغب في تخليهم.
هنا تحققت رؤية النبي للنجاشي، أنه ملك لا يظلم أحدًا، وكانت هذه المحاولات
من رجال مكة، أرسلوا رجلين من أهم الرجال، عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن
العاص، وذهبوا بالهدايا والهدايا إلى النجاشي من أجل عودة هؤلاء الأشخاص إلى
مكة مرة أخرى، ولكن بعد مناقشة ونقاش رفض الملك النجاشي هذه المحاولات
وأخبرهم أنه لن يعيدهم وأنهم سيعيشون آمنين ومطمئنين في مملكته حتى يحين
الوقت للعودة إذا أرادوا.
مشهد حزين وثقيل لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان عام حزنًا، حيث توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها، التي كانت تدعم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم في هذا العام، مرض أبو طالب وتوفي بعد وقت قصير. وهكذا فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعم والدعم الأخلاقي الذي كانت تمثله خديجة في منزله معه. وفي أبي طالب الذي منع قريش من إيذاء رسول الله مباشرة.
سمي هذا العام عام الحزن، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عانى من حزن شديد وثقيل على قلبه الكريم، وفقد الحماية والدعم له وأصبح في مواجهة مباشرة في مكة، مما جعله يفكر في الدعوة خارج مكة، فخرج في هذا العام إلى الطائف، التي تقع بالقرب من مكة، ربما.
وجد هناك ملاذًا ومكانًا للدعوة له. طلب من ثقيف، القبيلة التي تسيطر على مدينة الطائف، أن يعتنقوا الإسلام ويؤمنوا بالله.
طلب منهم الدعم والحماية من قريش، ولكنه واجه سخرية واستهزاء من أهل الطائف، ولم يردوا عليه أبدًا وطردوه من المدينة، فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة محزونًا.
كان أيضًا في هذا العام حدوث حدث الإسراء والمعراج. وفقًا لمعظم السير الذاتية، كان في عام الحزن، وهو السنة العاشرة لبعثة النبي وثلاث سنوات قبل الهجرة، عندما تم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة من مكة إلى القدس، ثم أخذ إلى السماء السابعة.
هذه هي الواقعة التي شكلت واحدة من معجزات النبوة له صلى الله عليه وسلم،
وهي أنه سافر جزءًا من الليل إلى القدس ورأى المسجد الأقصى، ثم صعد معه إلى
السماء والتقى بأنبياء الله هناك، مثل آدم وعيسى ويوسف وإدريس وهارون وموسى
بن عمران وإبراهيم، عليهم السلام والبركات جميعًا، ثم رفع إلى السدرة
المنتهى، وفرض الله عليه وعلى المسلمين في هذه الواقعة الصلوات الخمس
اليومية.
الهجرة إلى المدينة وبداية جديدة للدعوة
إنه المشهد الذي يفصل بين فترتين من فترات العدو: الدعوة إلى مكة، حيث واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم السب والتعذيب والنكران من قريش، والفترة التي تم فيها دعم رسول الله ودعوته النبيلة، والبداية الحقيقية لانتشار الدعوة الإسلامية في جميع أنحاء الجزيرة العربية.
لم تأت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فجأة، بل كان هناك مقدمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تعرف في سيرة النبي باسم العهد الأول والثاني للعقبة، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب خلال موسم الحج في مكة إلى القبائل العربية للدعوة إلى الإسلام بينهم حتى استجابت مجموعة من أهل يثرب.
اعتنقوا الإسلام ودخلوا في دين الله، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير معهم ليعلمهم الدين والصلاة وجميع طقوس الإسلام، على شرط أن يأتوا العام التالي إلى مكة، وبالفعل حدثت هذه الاتفاقية معنا، المعروفة باسم العهد الأول للعقبة، ثم جاء المسلمون من أهل المدينة مرة أخرى في السنة التالية، وكانوا أكثر عددًا.
يقال إنهم كانوا 70 رجلا وامرأتين، وأقسموا بالولاء لرسول الله للنصر. هذا
هو العهد الثاني للعقبة، الذي كان مقدمة للرحلة من مكة إلى المدينة.
بدأ المسلمون الضعفاء في مكة والأصحاب الكرام يهاجرون إلى المدينة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، إما سرًا أو علنًا خوفًا من قريش. نرى العديد من المشاهد للشجاعة اللا محدودة والتخلي عن الدنيا من أجل الله. هنا سهيب الرومي، أحد الأصحاب الكرام، الذي ترك كل ما يملك. من تجارة ومال وذهاب إلى المدينة، بعد أن أصرت قريش على ترك كل ماله مقابل السماح له بالمغادرة، فترك كل شيء وهاجر إلى الله.
وهنا عمر بن الخطاب يهاجر علانية أمام أعين الجميع ولا أحد يمنعه لأنه كان
قويًا ضد الكفار، فاستغل المسلمون الضعفاء للهجرة معه من أجل حمايتهم من قريش
التي كانت تتربص بهم. أما رسول الله فهاجر في النهاية، هو وصديقه أبو بكر
الصديق، الذي هاجر معه بعد أن أمره الله. بواسطة الهجرة، ترك رسول الله عليه
السلام علي بن أبي طالب ليعيد الودائع في مكة إلى أصحابهم قبل أن يهاجر هو
أيضًا إلى المدينة.
فيما يتعلق بقصة الهجرة، غادر رسول الله بعد أن اجتمعت قريش وأكدت أنه تم منع محمد، صلى الله عليه وسلم، من الهجرة.
اجتمعوا وقرروا قتله، لكن الله تعالى حماه من أعينهم وحجب بصرهم بعد أن حاصروه في المنزل، في إحدى معجزات الله تعالى الأخرى لنبيه الكريم.
هاجر رسول الله من مكة واتخذ طريقًا آخر حتى وصل بالقرب من المدينة واستقر مع عمرو بن عوف، الوفد الذي أسس مسجد قباء وكان الأول في دخول المدينة.
كان رسول الله رسولاً نبياً وقائداً وزعيماً للجماعة المسلمة.
أمره الله بذلك ليكون قدوة للمسلمين الذين سيأتون بعده.
كان رسول الله الذي هاجر من مكة إلى المدينة، قائدًا لهذه المدينة التي كان شعبها يدعمه، من أجل نداء الله ولكي يكون دعمًا للدين الجديد.
الذي يجب أن ينتشر ويدافع عنه من المشركين في مكة والقبائل العربية الأخرى
التي تتربص حولها، وهنا نجد أن رسول الله يضع بعض الأسس في المدينة
المنورة.
التأسيس
بناء مسجد الرسول، صلى الله عليه وسلم جعل المسجد القطعة الأولى في دولة المدينة.
تم بناء المسجد على أرض كانت مملوكة لصبيين يتيمين. اشترى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الأرض وبدأ بناء المسجد مع أصحابه.
في البداية، كانت القبلة تواجه القدس.
لعب المسجد دورًا كبيرًا في الدولة الناشئة. كان رسول الله يجتمع بالمسلمين هناك ويعلمهم دينهم وينفذ غزوات منه.
التقى رسول الله بوفود وكثير من الأمور الضرورية المتعلقة بالمدينة وأمور
هذا العالم والدين.
- الأخوة بين المهاجرين والأنصار، والمهاجرون هم أهل مكة، الأصحاب الكرام الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، وكانوا من بين أوائل من اعتنقوا الإسلام وتعرضوا للتعذيب والاضطهاد على يدي قريش.
هاجر بعضهم إلى الحبشة، واجتاز البعض الآخر عذابًا في صحراء مكة الحارة.
أما الأنصار، فهم أهم سكان المدينة الكرام الذين قدموا بيعة لرسول الله لدعمه والموت من أجل الإسلام.
جمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين المهاجرين والأنصار وجعلهم إخوة في
دين الله، وهذه الأخوة منحت كلا الطرفين الكثير من المسؤولية والواجبات
والحقوق بين الطرفين.
هم أمة واحدة في الإسلام، بغض النظر عن القبائل المختلفة بين الطرفين.
الإسلام هو الأول في حياتهم الاجتماعية من البداية إلى النهاية.
وثيقة المدينة، التي كانت دستور المدينة الناشئة، تحتوي على العديد من
النقاط المتعلقة بالمهاجرين والأنصار واليهود من أهل المدينة، حتى يوزع
المسؤولية والواجبات وفقًا للشريعة الإسلامية، حيث نجد أن ملامح دستور
المدينة تعمل على وحدة وتماسك وقوة المسلمين، والترابط والتضامن بينهم،
والعدل بين الجميع، الذي يجب أن يكون مفصلًا ودقيقًا، ويجب أن يكون رد
المسلمين دائمًا كما هو مذكور في القرآن الكريم والأحكام والتشريعات التي
وافق عليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكذلك ترك حرية العقيدة لليهود،
ولكن يجب أن يكونوا مسؤولين ولديهم واجبات تجاه سلطة المدينة والمسلمين.
الغزوات والدفاع عن الدين
الهدف من الغزوات هو الدفاع عن دين الله تعالى والمجتمع المسلم في المدينة، وهي الدولة الناشئة التي يقودها رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم.
لقد كان المشركون يتربصون منذ اللحظة الأولى بعد هجرة النبي، صلى الله عليه
وسلم، حيث بدأوا في التخطيط للتخلص من الإسلام والمسلمين في المدينة. ولذلك،
كانت ردة فعل المسلمين الطبيعية هي الدفاع عن أنفسهم، خاصة بعدما أمرهم الله
تعالى بذلك في سورة الحج، حيث أنزل الله آيات فيها ذكر القتال والجهاد في
سبيله والدفاع عن أنفسهم، وهم يتعرضون للمطاردة من مكة والمهاجرون إلى أرض
غيرهم. وبناءً على ذلك، فإن الغزوات التي شارك فيها رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، مع المسلمين قد تعرفنا عليها في النقاط التالية:
غزوة بدر الكبرى
غزوة أحد
غزوة الأحزاب أو الخندق
غزوة بني قريظة
غزوة الحديبية
غزوة خيبر
غزوة مؤتة
غزوة الفتح
غزوة حنين
غزوة تبوك
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نجح في تأسيس الإسلام في شبه الجزيرة العربية، لذا رأى في ذلك فرصة لدعوة ملوك وأمراء البلدان المجاورة لتعريفهم بدين الإسلام والدخول فيه، وقد أرسل بالفعل رسائل إلى بعضهم، مثل النجاشي ملك الحبشة الذي أُرسل إليه عمرو بن أمية الضمري، والمقوقس أمير مصر الذي أُرسل إليه حاتب بن أبي بلتعة السغيري، وخسرو ملك فارس الذي أُرسل إليه عبد الله بن حذافة، وقيصر ملك الروم الذي أُرسل إليه ضياء بن خالفة الكلبي، والمنذر بن ساوي ملك البحرين الذي أُرسل إليه الأعلى بن الحضرمي، وهذا في ذلك الوقت، جاءت إليه العديد من وفود القبائل العربية، تعهدت بالبيعة للرسول، صلى الله عليه وسلم، والدخول في دين الله بأعداد كبيرة، مثل وفد عبد القيس، ووفد دوس، ووفد سادع، ووفد الجذامي، ووفد كعب بن زهير بن أبي سلمى وقومه، ووفد أذرح، ووفد ثقيف، وغيرهم، ودخلوا في دين الله.
كما أرسل رسول الله بعض الصحابة ليعلموا العرب أمور دينهم، مثل خالد بن
الوليد الذي أرسله رسول الله إلى نجران، وكذلك معاذ بن جبل الذي ذهب إلى
اليمن لدعوة أهله إلى الإسلام.
حجة الوداع ومناسبة رسمية للمسلمين لوداعه
في العام العاشر، قرر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذهاب للحج إلى بيت الله الحرام.
عين أبو دجانة حاكمًا على المدينة المنورة، ثم ذهب إلى مكة لأداء الحج. قام
ما يقرب من مائة ألف مسلم من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية بأداء الحج معه،
وألقى عليهم خطبة أرسى فيها أسس الأخلاق والدين بينهم، حيث علمهم الأخلاق
ونهاهم عن الشرور والمعاصي، وكانت تشبه وداع رسول الله للمسلمين، لأنه توفي
بعد عودته إلى المدينة المنورة وبقي لفترة قصيرة فقط بعد عودته.
وفاة الرسول، صلى الله عليه وسلم
توفي الرسول، صلى الله عليه وسلم، بعد مرض شديد ألم به يوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة النبوية الشريفة.
وكان في هذا المرض في الشهر الأخير قبل وفاته، عندما طلب من زوجاته البقاء في بيت عائشة، رضي الله عنها، بالنيابة عنه في رعايته، وكانت ابنته فاطمة الزهراء، رضي الله عنها، تزوره.
كانت هي آخر أبنه حية له.
قبل وفاته، تحدث إليها سرًا.
بكت في المرة الأولى، وابتسمت مسرورة في المرة الثانية.
قالت لعائشة إنه قال لها في المرة الأولى أن روحه ستؤخذ إلى الله تعالى.
أما في المرة الثانية، فأعطاها بشرى بأنها ستكون الأولى من أهل بيته تتبعه.
أثناء مرض الرسول، صلى الله عليه وسلم، أمر أبو بكر بقيادة الناس في الصلاة.
رأى المسلمون يصلون، فابتسم الرسول عند أبي بكر وأشار إليه قبل وفاته بأنه يجب عليه أن يستمر في قيادة صلاتهم.
توفي الرسول، صلى الله عليه وسلم، وحُفر له قبره الشريف في المكان الذي توفي فيه.
وكفنه علي بن أبي طالب ومجموعة من الصحابة من أهل بيته، وصلى المسلمون عليه وهم يبكون من صدمة وفاته، صلى الله عليه وسلم. والسلام.
الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان آخر الأنبياء والرسل.
الكلمات والمقالات لا تفيه حقه، ولا تسرد سيرته الحسنة والعطرة في شرح عظمته وأخلاقه.
إنه أفضل البشر، وأفضل من وطأ الأرض.
نقل الرسالة، وأدين بالأمانة، ووضع البرهان على الأمة.
وأوضح لها طريقها المستقيم حتى ساعة الحساب.
لذا، يجب علينا المسلمين أن نقتدي به وبأخلاقه النبيلة والطاهرة، ونتبع ما أمرنا به ونجتنب ما نهانا عنه، صلى الله عليه وسلم وعلى أهل بيته الطاهرين وأصحابه الكرام حتى ساعة الحساب.
في هذا المقال الشامل، حاولنا أن نذكر أهم الأمور في سيرة الرسول وقصة حياته، وربما قد قمنا بتحقيق هدفها.
لذا، يجب عليك يا عزيزي القارئ أن تقرأ وتتعلم المزيد عن سيرته الحسنة والعطرة وتجعلها قدوة في حياتك
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعيا
ردحذف